.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.

.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المكسيك..عبقرية التاريخ وعبقرية المكان يختبئان تحت الضباب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خالد




عدد الرسائل : 67
تاريخ التسجيل : 14/10/2007

المكسيك..عبقرية التاريخ وعبقرية المكان يختبئان تحت الضباب Empty
مُساهمةموضوع: المكسيك..عبقرية التاريخ وعبقرية المكان يختبئان تحت الضباب   المكسيك..عبقرية التاريخ وعبقرية المكان يختبئان تحت الضباب Icon_minitimeالسبت أكتوبر 20, 2007 1:08 am

لا مجال للعجب إذا ما رأيت نفس الوجوه السعودية تكرر الجلوس يومياً في ذات المقاهي على ناصية إحدى الشوارع الأوروبية، أو تجوب نفس الأسواق والمحلات طيلة أيام الإجازة الصيفية، بعيداً عن حضور المسرحيات والعروض الفنية أو التعرف على تراث الوجهة السياحية ومتاحفها، وفق عُرف سعودي درج بين الشباب والفتيات أثناء السفر للخارج، لما يعرف بسياحة المقاهي والأسواق.
فيما لا تعتبر في أحيان كثيرة مسألة الحصول على كرسي في إحدى الكافيهات الأوروبية الشعبية بالأمر الهين، حيث تكتظ الممرات ساعة غياب الشمس بالزوار من السحنة الخليجية، ليفضل بعضهم دفع مبلغ مقدم من المال نظير حجز طاولة في إحدى جلسات شانزليزيه باريس أو مقاهي نايتس بريدج في لندن أو أمسيات بحيرة جنيف، وربما يفوق هذا المبلغ بمراحل قيمة كوب القهوة التي سيطلبها، في سبيل الاستمتاع برؤية المارة والتعرف على هيئاتهم وأحوالهم، والتباهي بارتداء الملابس الفاخرة، مع نوع غريب من الفضول السعودي، يقتصر في مرات كثيرة على متابعة أبناء وبنات البلد.

ويفسر فهد السلامة، مسؤول قسم الرحلات في مجموعة الزاهد للسفر والسياحة، ذلك بالقول إن السياحة التاريخية والثقافية وغيرها من الأنواع التي يحرص عليها السائح في باقي دول العالم قد لا تعني أي شيء يذكر للسائح السعودي، مرجعاً ذلك لكون هؤلاء السعوديين لم يعتادوا سابقاً دخول متاحف بلادهم والتعرف على حضارتها حتى يهتموا بالبحث في تراث وثقافات غيرهم، مما جعلهم من هواة المطاعم والأسواق في سفراتهم الخارجية، وأضاف السلامة بأنه لم يسمع سابقاً بأي مدرسة سعودية قامت بأخذ طلابها إلى رحلة تاريخية أو ثقافية بدلاً من مدن الألعاب والمجمعات التجارية، التي يرى أنها كرست في الجيل الجديد مفهوم سياحة المقاهي والأسواق.

وتصف منال محمد، طالبة جامعية، المتعة التي تجدها في البحث عن المطاعم والمقاهي الشعبية في الخارج واعتياد جلوسها لساعات طويلة من اليوم، بأن هذه الأماكن تشبع لديها الرغبة في الإحساس بصخب الحياة، مع كثرة المتجولين على اختلاف أشكالهم وملابسهم، وهو ما لا تجده متوافراً في بلدها، إلى جانب أنها تظن أن مثل هذه العادة الطريفة لا تستهوي كبار السن، بالتالي هي تتوافق مع المرحلة العمرية التي تعيشها، وتنسجم مع الاهتمامات التي تشترك بها مع صديقاتها.

فيما تتطلب مثل هذه الطقوس السعودية مصافحة ذات الوجوه يومياً، وهو ما يمثل ضغطاً إضافياً لدى البعض، يجبرهم على الاستعداد قبل شهر من موعد الرحلة، عبر تبضع أفخر الملابس، وحمل أكبر تشكيلة من الحقائب والنظارات، كما تفضل مجموعة من السعوديات قضاء الفترة التي تسبق السفر بالتحضير المشابه للمناسبات الإجتماعية المهمة، وتجهيز قطع من الأقمشة الملونة التي تتحول فوق رؤوسهن إلى حجابات زاهية اللون، يتفاخرن فيما بينهن بارتدائها إذا ما التقت الأعين في الخارج، في حين تتوجه الآخريات إلى تغيير المظهر بشكل كلي، سواء بصبغ الشعر أو لبس العدسات اللاصقة.

وتتحدث البندري السبيعي، عن الاستعدادات التي سبقت سفرها إلى العاصمة البريطانية، لندن؛ بالقول إنها وقبل بدء الإجازة الصيفية بفترة طويلة أخذت بالتجول في كافة الأسواق للبحث عن البدل والحجابات المميزة التي تناسب السفر، وتضيف بأن الفتاة السعودية عادة ما تستمتع بمثل هذه الطقوس كونها تستبدل الغطاء الأسود بألوان زاهية تناسب أجواء الصيف، فيما تفضل البندري الاعتماد على أكثر من خامة من الأقمشة، حيث ترى الحجاب القطني الخفيف يتناسب مع أوقات النهار، والشالات المطرزة للمساء، وقطع الدانتيل لفترة العشاء والسهرات المميزة.

وتـُرجع البندري هذا الهوس الشرائي إلى طبيعة الوجهة السياحية المختارة وما يحكمه ذلك من رؤية نفس الأشخاص، إضافة إلى الحرج الذي تعيشه ساعة أعادت ارتداء نفس الثياب أكثر من مرة، وهو ما يجعلها تبالغ في الشراء حتى أثناء السفر، حيث تكون الأسواق محطة شبه يومية للعديد من السعوديات، لا تتوقف إلا ساعة إقفال المحلات، وهو ما يجعل الكثير من السعوديين يودعون مطاراتهم بحقيبتين ويعودون إليها بعشر حقائب!.

ولا يبتعد الشباب عن هذه الاستعدادات، كما يقول ناصر أحمد، طالب جامعي، إنه حال حجز تذكرة السفر للخارج يضع في اعتباره رؤية مجموعة كبيرة من الشباب الذين يبالغون في الاهتمام بمظهرهم، مما يجعله يستعد بشراء كمية من الجينزات والقمصان القطنية المختلفة، فيما يرى أن إدمان الجلوس لساعات طويلة في المقاهي والمطاعم الشعبية يعود للجو الحميمي الذي يميز الأسر السعودية، وطبيعة العلاقات التي تفرض المتعة في الجلوس لساعات وتبادل الأحاديث وتناول أكثر من كوب قهوة طيلة النهار.

في حين يعترف ناصر بأن أجواء المقاهي المفتوحة التي لم يعتد عليها في بلاده، تجعل مجموعة كبيرة من الشباب والفتيات يمارسون هواية المحادثة عبر أجهزة الهاتف النقال المزودة بخدمة البلوتوث لساعات طويلة، تنتهي بتبادل الأرقام أو الإيميلات الإلكترونية، ويضيف بأن هذا ما يجعل الشباب يغيرون معرفاتهم في الجوال إلى أسماء توضح الأماكن التي قدموا منها، مثل: جداوي أنيق، بنت الرياض، رساوية، سعودي في باريس، القصيم في قلوبنا، وغيرها.

ورغم قناعة الكثير من السعوديين بأن أسواق بلادهم أصبحت لا تقل تميزاً وتنوعاً عن محتوى الأسواق الأوروبية، إلا أن ولع البحث عن ما هو مميز وغريب من الملابس والاكسسوارات والمستحضرات تعد مهمة شاقة ترهق الكثير من الشباب والفتيات السعوديات، ليركزوا على المحال التي لا توجد لها فروع في بلادهم، ويتنافسون على شراء بضائعها بأرفع الأثمان.

وكما أن لكل شيء ضريبة، فلا مجال للعجب حال عودة أحد هؤلاء المسافرين وهو لم ير أهم معلم تاريخي في المدينة الذي زارها ولم يتعرف على طبيعتها وعادات أهلها، بحيث لا يوجد في جعبته إلا أماكن محدودة كرر زيارتها على مدى شهر وأكثر، لأسواق ومقاه وحفلات يقتسم كعكعتها كافة السياح السعوديين، من الذين حملوا نفس الصور والذكريات، ليعودوا بقصص وأحاديث متشابهة، عن أخبار من رأوا بسفراتهم، وآخر الصرعات الغربية، ومشاهدات أصخب المقاهي والشوارع الأوروبية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المكسيك..عبقرية التاريخ وعبقرية المكان يختبئان تحت الضباب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
. :: المنتديات العامة :: منتدى السياحة والسفر-
انتقل الى: